علــــى شاطىء الكوثــــر......!!!!
صفحة 1 من اصل 1
علــــى شاطىء الكوثــــر......!!!!
علـــى شاطىء الكوثــــر
هل جعل الله سبحانه أهل البيت عليهم الصلاة والسلام قطب رحى الوجود والتوحيد، وأرواحهم المقدسة أوعية المشيئة الإلهية فيغضب لغضبهم ويرضى لرضاهم؟ ولماذا أصبحت محبّة أهل البيت ومودتهم أعظم أجر للرسالة {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى} ؟، وكيف صارت محبتهم ميزان الأعمال وملاك قبولها أو رفضها عند الله سبحانه؟!.. وخصوصاً الصديقة الطاهرة حيث تواتر النقل من الفريقين بذلك، ونحو ذلك من الأسئلة و الاستفهامات.
والإجابة على ذلك تستدعي مجالاً أوسع ولكن باختصار نذكر بعض الإشارات المقتضية ونرجئ التفصيل إلى مظانه من الكتب الكلامية فنقول: يستفاد من الأدلّة الواردة بشأنهم عليهم السلام وخصوصاً السيدة الزهراء (عليها السلام) إن لهم من المقامات والخصوصيات مالم يحظ به أحد، وقد كشفت الروايات عن بعض الخصوصيات الكبيرة للسيدة الزهراء (عليها السلام) و إشارات إلى بعض مقاماتها الرفيعة منها:
1/ إنها قطب دائرة الوجود ومحور حركة العالم.
ففي الحديث الشريف عن مولانا الصادق عليه السلام:«هي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأول»
إن للمخلوقات حركة دورانية ذاتية ومستمرّة تبتدئ من منطلق وتنتهي إليه وهذا أمر أثبتته علوم الفيزياء والفلك والأحياء، من أن للموجودات المادية أقطاباً ومحاور تدور حولها في سيرها الوظيفي .. فالشمس والقمر والكواكب الأخرى لها دورة خاصة تدورها والأرض تدور دورتين: محورية حول مركزها و دورة دائرية حول الشمس.. وهكذا مياه البحار والمحيطات تتصاعد بخاراً نحو الطبقات الباردة من الفضاء ثم تعود لتهطل مطراً إلى مجاريها من جديد.. وهكذا الأشجار والحيوانات والإنسان أيضا تبتدئ من تراب؛ قال تعالى:{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} وهكذا بالنسبة إلى المادة تتحوّل إلى الطاقة ثم تعود للتماسك إلى مادة مرّة أخرى.. هذا في المادّيات وكذلك في المعنويات يحكم القانون ذاته.. إذ أن لها مداراً ومركزاً تدور عليه. والحياة الإنسانية اليوم قائمة على ذلك أيضاً إذ المجتمع المتديّن يدور على محور الدّين بمعنى أن الأخذ والعطاء وسائر الأخلاقيات والآداب والرسوم تجري على محور الدين.. والمجتمع المادي يجري على المادة بل أن المحور المادي للعالم ينتهي إلى المحور الأم، والمركز الأصل هو المعنويات لأن المعنويات هي الغاية للمادة دون العكس.
وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام هم محور الكون والكائنات لأنهم - بإرادة الله تعالى - السبب والوسائط في إيجاد عالم مبدأً وغايةً، وكانوا هم الطرق والمجاري التي أوصل الله سبحانه فيضه إلى الخلق ولعلّ هذا مفاد الحديث «يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك و لولا علي لما خلقتك.. وفي الحديث الوارد عن مولانا صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه:«نحن صنائع ربنا والخلق بعد صنائعنا» بمعنى أنهم وسائط الفيض الإلهي إلى خلقه وهذا أمر ممكن، كما أن عزرائيل عليه السلام واسطة بين الله وبين خلقه في الإماتة وقبض الأرواح وغيره من الملائكة واسطة بينه سبحانه وبين خلقه في الرزق وهكذا. فكذلك هم عليهم السلام الواسطة في الإيجاد والإعدام ولهم التصرّف في شؤون الكون إيجاداً وإعداماً.. إذ كما منح الله سبحانه الإنسان قدرة على الاختيار والتفكير والعمل والحركة والقيام بشؤونه كذلك منحهم عليهم السلام القدرة على التصرّف في أمور الكون ويصبح وقوعه الخارجي أدلّ دليل عليه وبالنسبة لما ذكرنا، ومعلوم أن الأمر إذا لم يقف دون وقوعه محال عقلي أو محذور شرعي يقع في دائرة الإمكان. فبعد ثبوت إمكانه عقلاً بل ووقوعه خارجاً بالنسبة إلى الأولياء والأنبياء والملائكة كما في قصة آصف بن برخيا مع عرش بلقيس وعيسى عليه السلام في خلق الطير وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى وغير ذلك ممّا ذكره القرآن الكريم.. يصبح الأمر واضحاً، وقد إستند بعض العلماء إلى العديد من الشواهد والأدلة لإثباته.. منها ما ورد في الحديث القدسي في شأن فاطمة عليها الصلاة والسلام:
ونسألكم الدعاء
!!
!
.
وسام العبيدي-
عدد الرسائل : 9
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 22/12/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى