عودة المسيح في الأدبيات اليهودية
صفحة 1 من اصل 1
عودة المسيح في الأدبيات اليهودية
:بس:
تقول التوراة: "يولد لنا ولد، ونعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجبياً مسيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً، رئيس السلام لنمو رياسته. وللسلام لا نهاية على كرسي داوود، وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر، من الآن إلى الأبد، وغيرة رب الجنود تصنع هذا".
وقد تحدث التلمود أيضاً بالطريقة نفسها التي تحدثت بها التوراة حيث جاء: "سيأتي المسيح الحقيقي، ويحصل النصر المنتظر، ويقبل المسيح حينئذ الهدايا من كل الشعوب، ويرفض هدايا المسيحيين، وتكون الأمة اليهودية إذ ذاك في غاية الثروة، لأنها قد حصلت على جميع أموال العالم".
ومما جاء في التلمود كذلك: "حين يأتي المسيح تطرح الأرض فطيراً وملابس من الصوف وقمحاً، حبه بقدر كلاوي الثيران الكبيرة. وفي ذلك الزمن ترجع السلطة إلى اليهود، وجميع الأمم تخدم ذلك المسيح، وسوف يملك كل يهودي ألفين وثلاثمائة عبد لخدمته، ولن يأتي المسيح إلا بعد اندثار حكم الشعوب الخارجة عن دين بني إسرائيل".
ويتحدث التلمود عن الحرب التي ستشغل في زمن غير بعيد من مقدم المسيح: "وقبل أن يحكم اليهود نهائياً، يجب أن تقوم الحرب على قدم وساق ويهلك ثلثا العالم، وسيأتي المسيح الحقيقي ويحقق النصر القريب".
وفي هذا الكلام مفارقة واضحة عمّا تدعو إليه الأديان السماوية من الرحمة بدل اعتماد أسلوب القتل والإرهاب، حيث لا يعقل أن يكون هذا نهج الأنبياء والرسل، ولا ماجاءوا به من كتب ورسالات، كما يتبين أن في هذا الكلام تمييزاً عنصرياً يحاسب فيه غير اليهود(الأغيار).
وهذه النظرة العنصرية الاستعلائية تعكسها بروتوكولات حكماء صهيون وتحديداً في البروتوكول 23:"إن ملك إسرائيل سيصير البابا الحق للعالم، بطريرك الكنيس الدولي. إن ملكنا سيكون مختاراً من عند الله، ومعيناً من أعلى كي يدمر كل الأفكار التي تغري بها الغريزة لا العقل. إن هذه الأفكار قد دمرت كل النظم الاجتماعية مؤدية بذلك إلى حكم ملك إسرائيل، ولكن عملها سيكون قد انتهى حين يبدأ حكم ملكنا، وحينئذ يجب أن نكنسها بعيداً حتى لا يبقى أي قذر في طريق ملكنا، وحيئنذ سنكون قادرين على أن نصرخ في الأمم: صلّوا واركعوا أمام ذلك الملك الذي يحمل آية التقدير الأزلية للعالم، والذي يقود الله ذاته نجمه، فلن يكون أحد آخر إلا هو نفسه قادراً على أن يجعل الإنسانية حرة من كل خطيئة".
وقد تأثر المسيحيون المتهوّدون بهذه الأفكار، وخاصة بعد ثورة مارتن لوثر الذي ربط بين العهدين، القديم والجديد من الكتاب المقدس، لا يفرقان ولا يفترقان في تقديس الهيكل. فالنصرانية في نظرهم امتداد لليهودية، وما تنظر إليه التوراة بعين التقديس، ينبغي لأصحاب العهد الجديد (الإنجيل) أن يقدسوه كذلك. وهذا ما جعل بعض الطوائف النصرانية تستعجل إعادة بناء الهيكل، لأن ذلك سيعجل بظهور المسيح (عيسى بن مريم) للمرة الثانية. لذا فهم يتضامنون مع اليهود لتحقيق ذلك الهدف المشترك (هدم المسجد الأقصى والصخرة، وبناء الهيكل، وانتظار المسيح الوشيك، الذي يطمعون أن ينخرط اليهود في دعوته هذه المرة). وعلى الرغم من اختلاف النظرة بين الفريقين حول هوية المسيح، فإن ذلك لم يعرقل مسار العمل بينهما، وهذا ما عبّر عنه يهودي زعيم لزملائه المسيحيين بالقول: "إنكم تنتظرون مجيء المسيح للمرة الثانية، ونحن ننتظر مجيئه للمرة الأولى، فلنبدأ أولاً ببناء الهيكل، وبعد المسيح ورؤيته نسعى لحل القضايا المعلقة سوياً".
هذا الانسياق المسيحي وراء الدعاوى اليهودية الباطلة، تضمنه التقرير الذي تقدمت به اللجنة المختصة ببحث علاقة اليهود بالكنيسة، لدى انعقاد المجمع العالمي الثاني للكنائس المسيحية في (افانستون) سنة 1954، تضمن ما يلي: "إن الرجاء المسيحي بالمجيء الثاني للمسيح لا يمكن بحثه عبر فصله عن رجاء شعب إسرائيل الذي لا نراه بوضوح فقط في كتب العهد القديم، بل فيما نراه من عون إلهي دائم لهذا الشعب، ولا نرتاح قبل أن يقبل شعب الله المختار المسيح كملك". وذلك قبل بداية الألفية الثالثة للميلاد، ليقيم مملكة الله على الأرض، والتي ستدوم ألف عام (العصر الألفي السعيد)، حيث سيحكم العالم من مقره في مدينة القدس، ويعتقد المسيحيون الأصوليون أنه لا بد من حدوث بعض الأمور كمقدمة لهذه العودة، واستناداً للعقيدة السائدة.
شروط عودة المسيح
ولعل أهم كتاب ظهر حتى الآن، وكشف النقاب عن معلومات مذهلة حول تعاون اليهود والنصارى في سياق العمل المشترك ن أجل الأهداف الثلاثة السابقة، وهو كتاب "النية القاتلة" وعنوانه الفرعي "المبشرون البروتستانت على درب الحرب النووية"، ومؤلفة الكتاب هي الكاتبة الأمريكية "جريس هالسيل".
وفي الحلقة الأولى من عدد الشرق الأوسط الصادر في تاريخ 17. 10. 1986، تقول الكاتبة: "إن التفسير التوراتي للمذهب البروتستانتي في الولايات المتحدة، تحول إلى مصدر تستمد منه عشرات الملايين من الناس هناك نسق معتقداتهم، من أولئك المبشرين الذين لهم الآن في الولايات المتحدة محطات تلفزيونية وإذاعة، وبعضهم في المراكز الحكومية، وفي الكونجرس الأمريكي، ومن بينهم أناس يرشحون أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية. كلهم يعتقدون بقرب نهاية العالم كأمر لا مفر منه، بل كأمر ينبغي تشجيعه، لا لشيء إلا لتحقيق النبوءات. ولهذا فهم يشجعون التسلّح النووي، ولا يهمهم أن يكون عجز الميزانية الأمريكية هائلاً، على اعتبار أن ذلك يقرب مجيء يوم (الهرمجدون) وبالتالي عودة المسيح. والعالم في نظرهم يقترب من نهايته، والمعركة النهائية الفاصلة قادمة، وستدور رحاها في الشرق الأوسط، وبالتحديد في (مجدو) بفلسطين. ولهؤلاء المبشرين مؤسسات تخدم الحركة الصهيونية. وبعضها متخصص بجمع المال من أجل إزالة المسجد الأقصى وبناء الهيكل اليهودي في مكانه".
المعركة القادمة (مجدو)
أما كلمة مجدو أو حلبة الصراع القادمة بين قوى الخير والشر، فهي منطقة في فلسطين تبعد 55 ميلاً من تل أبيب و 15 ميلاً من شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
وأهمية هذه المعركة تنبع من كون غالبية أتباع التيار المسيحي الأصولي في أميركا يؤمنون بقرب حدوثها.
وكان الاعتقاد السائد منذ أقدم العصور، أن من يسيطر على هذه الأرض، سيتمكن من رد الغزاة. ويؤمن المسيحيون واليهود بأن جيشاً قوامه مئتا مليون مقاتل سيحتشدون في "مجدو" هذه لخوض حرب نهائية. أما عن علاقة هذا اليوم(هرمجدون) بقضية الأرض المقدسة وبناء الهيكل ومجيء المسيح، فإنّ النصارى الإنجيليين يعتقدون بأنه لن يكون هناك سلام حقيقي في الشرق الأوسط ولا في العالم إلى أن يأتي المنتظر الموعود، ويجلس المسيح على عرش داود في القدس ويحارب أعداء إسرائيل.
وفي الحقيقة أن هذا الاعتقاد أصله في التوراة التي عند اليهود، والنصارى تبعوهم فيه، وجاءت الإشارة إليه في التوراة في سفر حزقيال. فعن قدوم قوى الخير تقول التوراة: "بعد أيام كثيرة تفتقد في السنين الخيرة، تأتي إلى الأرض المسترة من السيف المجموعة من شعوب كثيرة على جبال إسرائيل التي كانت ضربة للذين أخرجوا من الشعوب آمنين كلهم، وتصعد وتأتي كزوبعة، وتكون كسحابة تغشى الأرض، أنت وكل جيوشك وشعوب كثيرون معك".
ويعتقد الإنجيليون أن في كتابهم نبوءة تفيد برجعة عيسى (ع) بعد حدوث الكوارث والحروب: "ويكون في ذلك اليوم مجيء جوج على أرض إسرائيل. يقول السيد الرب: إن غضبي يصعد، وغيرتي في نار سخطي تكلمت، إنه في ذلك اليوم يكون رعش عظيم في أرض إسرائيل، فترعش أمامي سمك البحر وطيور السماء ووحوش الحقل، والدبابات التي تدب على الأرض، وكل الناس الذين على وجه الأرض، وتندك الجبال، وتسقط المعاقل، وتسقط كل الأسوار إلى الأرض، وأستدعي السيف عليه في كل جبالي. يقول السيد الرب: سأجعل سيف كل واحد على أخيه، وأعاقبه بالوباء وبالدم، وأمطر عليه وعلى جيشه، وعلى الشعوب الكثيرة الذين معه مطراً جازفاً وحجارة برد عظيم وناراً وكبريتاً) (حزقيال / الإصحاح الثامن والثلاثون).
وتبلغ الهلوسة العقائدية ذروتها مع التصور التلمودي للمعركة الحتمية القادمة: "قبل أن يحكم اليهود نهائياً، لا بد من قيام حرب بين الأمم يهلك خلالها ثلثا العالم، ويبقى اليهود سبع سنوات يحرقون الأسلحة التي اكتسبوها بعد النصر، وحينئذ تنبت أسنان أعداء بني إسرائيل بمقدار اثنين وعشرين ذراعاً خارج أفواههم".
وقد تحدثت بروتوكولات حكماء صهيون عن: "إننا نقرأ في شريعة الأنبياء أننا مختارون من الله لحكم الأرض، وقد منحنا الله العبقرية كي نكون قادرين على القيام بهذا العمل، إن كان في معسكر أعدائنا عبقري فقد يحاربنا، ولكن القادم الجديد لن يكون كفوءاً إلا لأيد عريقة كأيدينا... إن القتال المتأخر بيننا سيكون ذا طبيعة مقهورة لم ير العالم مثيلاً لها من قبل، والوقت متأخر بالنسبة إلى عباقرتهم".
وربما قد يجد البعض أن هذه المقولات محكومة بالمبالغة، ولا نصيب لها من الواقع، وتصب أولاً وآخراً في دائرة الخيال، ولكن هذا التصور غير صحيح، فمسألة "مجدو" أو "هرمجدون"، ليست نتاج مخيلة حفنة من الهامشيين ذوي الأطوار الغريبة، بل هي المكونات المعتقدية الاساسية لتيار مسيحي يصعب حصره بدقة. ولكي نكون أكثر تحديداً، فإن هذا التيار يتشكل خارج الكنائس الأرثوذوكسية والكاثوليكية والبروتستانتية التقليدية. هم مسيحيون أصوليون محافظون يرون المستقبل بعين النبوءات الواردة في الكتاب المقدس على نحو محدد. إنها تدين بمعتقد (الألفية) أو (ما قبل الألفية) المستند الى أسفار حزقيال ودانيال والرؤيا القاتلة.إن العالم كما نعرفه، أشرف على النهاية، وإن ألفاً من السنين سيبدأ بعد هذه النهاية. وهو يتميز بالسلام ووفرة الخيرات والأخوّة بين الناس، وسيحل السلام بين الحيوانات أيضاً. العالم آت إلى نهاية، لا بفعل جنون جنرال أو سياسي يشعل الحرب النووية، بل لأن هذا هو (قصد الله). ونهاية العالم ليست مدعاة (للقلق) بنظر (الألفيين)، لأنها تمهد لمجيء المسيح الثاني، لكن كما سبق القول، فلا بد قبل المجيء، من وقوع بعض الأحداث، إنها علامات زمنية: تبشير العالم، وعودة اليهود، وإعادة بناء الدولة، وظهور المسيح الدجال، وموجة من الصراعات والتقلبات. كل هذا يتوج بمعركة "هرمجدون".
تقول التوراة: "يولد لنا ولد، ونعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجبياً مسيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً، رئيس السلام لنمو رياسته. وللسلام لا نهاية على كرسي داوود، وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر، من الآن إلى الأبد، وغيرة رب الجنود تصنع هذا".
وقد تحدث التلمود أيضاً بالطريقة نفسها التي تحدثت بها التوراة حيث جاء: "سيأتي المسيح الحقيقي، ويحصل النصر المنتظر، ويقبل المسيح حينئذ الهدايا من كل الشعوب، ويرفض هدايا المسيحيين، وتكون الأمة اليهودية إذ ذاك في غاية الثروة، لأنها قد حصلت على جميع أموال العالم".
ومما جاء في التلمود كذلك: "حين يأتي المسيح تطرح الأرض فطيراً وملابس من الصوف وقمحاً، حبه بقدر كلاوي الثيران الكبيرة. وفي ذلك الزمن ترجع السلطة إلى اليهود، وجميع الأمم تخدم ذلك المسيح، وسوف يملك كل يهودي ألفين وثلاثمائة عبد لخدمته، ولن يأتي المسيح إلا بعد اندثار حكم الشعوب الخارجة عن دين بني إسرائيل".
ويتحدث التلمود عن الحرب التي ستشغل في زمن غير بعيد من مقدم المسيح: "وقبل أن يحكم اليهود نهائياً، يجب أن تقوم الحرب على قدم وساق ويهلك ثلثا العالم، وسيأتي المسيح الحقيقي ويحقق النصر القريب".
وفي هذا الكلام مفارقة واضحة عمّا تدعو إليه الأديان السماوية من الرحمة بدل اعتماد أسلوب القتل والإرهاب، حيث لا يعقل أن يكون هذا نهج الأنبياء والرسل، ولا ماجاءوا به من كتب ورسالات، كما يتبين أن في هذا الكلام تمييزاً عنصرياً يحاسب فيه غير اليهود(الأغيار).
وهذه النظرة العنصرية الاستعلائية تعكسها بروتوكولات حكماء صهيون وتحديداً في البروتوكول 23:"إن ملك إسرائيل سيصير البابا الحق للعالم، بطريرك الكنيس الدولي. إن ملكنا سيكون مختاراً من عند الله، ومعيناً من أعلى كي يدمر كل الأفكار التي تغري بها الغريزة لا العقل. إن هذه الأفكار قد دمرت كل النظم الاجتماعية مؤدية بذلك إلى حكم ملك إسرائيل، ولكن عملها سيكون قد انتهى حين يبدأ حكم ملكنا، وحينئذ يجب أن نكنسها بعيداً حتى لا يبقى أي قذر في طريق ملكنا، وحيئنذ سنكون قادرين على أن نصرخ في الأمم: صلّوا واركعوا أمام ذلك الملك الذي يحمل آية التقدير الأزلية للعالم، والذي يقود الله ذاته نجمه، فلن يكون أحد آخر إلا هو نفسه قادراً على أن يجعل الإنسانية حرة من كل خطيئة".
وقد تأثر المسيحيون المتهوّدون بهذه الأفكار، وخاصة بعد ثورة مارتن لوثر الذي ربط بين العهدين، القديم والجديد من الكتاب المقدس، لا يفرقان ولا يفترقان في تقديس الهيكل. فالنصرانية في نظرهم امتداد لليهودية، وما تنظر إليه التوراة بعين التقديس، ينبغي لأصحاب العهد الجديد (الإنجيل) أن يقدسوه كذلك. وهذا ما جعل بعض الطوائف النصرانية تستعجل إعادة بناء الهيكل، لأن ذلك سيعجل بظهور المسيح (عيسى بن مريم) للمرة الثانية. لذا فهم يتضامنون مع اليهود لتحقيق ذلك الهدف المشترك (هدم المسجد الأقصى والصخرة، وبناء الهيكل، وانتظار المسيح الوشيك، الذي يطمعون أن ينخرط اليهود في دعوته هذه المرة). وعلى الرغم من اختلاف النظرة بين الفريقين حول هوية المسيح، فإن ذلك لم يعرقل مسار العمل بينهما، وهذا ما عبّر عنه يهودي زعيم لزملائه المسيحيين بالقول: "إنكم تنتظرون مجيء المسيح للمرة الثانية، ونحن ننتظر مجيئه للمرة الأولى، فلنبدأ أولاً ببناء الهيكل، وبعد المسيح ورؤيته نسعى لحل القضايا المعلقة سوياً".
هذا الانسياق المسيحي وراء الدعاوى اليهودية الباطلة، تضمنه التقرير الذي تقدمت به اللجنة المختصة ببحث علاقة اليهود بالكنيسة، لدى انعقاد المجمع العالمي الثاني للكنائس المسيحية في (افانستون) سنة 1954، تضمن ما يلي: "إن الرجاء المسيحي بالمجيء الثاني للمسيح لا يمكن بحثه عبر فصله عن رجاء شعب إسرائيل الذي لا نراه بوضوح فقط في كتب العهد القديم، بل فيما نراه من عون إلهي دائم لهذا الشعب، ولا نرتاح قبل أن يقبل شعب الله المختار المسيح كملك". وذلك قبل بداية الألفية الثالثة للميلاد، ليقيم مملكة الله على الأرض، والتي ستدوم ألف عام (العصر الألفي السعيد)، حيث سيحكم العالم من مقره في مدينة القدس، ويعتقد المسيحيون الأصوليون أنه لا بد من حدوث بعض الأمور كمقدمة لهذه العودة، واستناداً للعقيدة السائدة.
شروط عودة المسيح
أ ـ أن تصبح إسرائيل دولة، بحدودها التوراتية من النيل إلى الفرات.
ب ـ أن تكون القدس عاصمتها.
ج ـ أن يعاد بناء الهيكل.
ب ـ أن تكون القدس عاصمتها.
ج ـ أن يعاد بناء الهيكل.
ولعل أهم كتاب ظهر حتى الآن، وكشف النقاب عن معلومات مذهلة حول تعاون اليهود والنصارى في سياق العمل المشترك ن أجل الأهداف الثلاثة السابقة، وهو كتاب "النية القاتلة" وعنوانه الفرعي "المبشرون البروتستانت على درب الحرب النووية"، ومؤلفة الكتاب هي الكاتبة الأمريكية "جريس هالسيل".
وفي الحلقة الأولى من عدد الشرق الأوسط الصادر في تاريخ 17. 10. 1986، تقول الكاتبة: "إن التفسير التوراتي للمذهب البروتستانتي في الولايات المتحدة، تحول إلى مصدر تستمد منه عشرات الملايين من الناس هناك نسق معتقداتهم، من أولئك المبشرين الذين لهم الآن في الولايات المتحدة محطات تلفزيونية وإذاعة، وبعضهم في المراكز الحكومية، وفي الكونجرس الأمريكي، ومن بينهم أناس يرشحون أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية. كلهم يعتقدون بقرب نهاية العالم كأمر لا مفر منه، بل كأمر ينبغي تشجيعه، لا لشيء إلا لتحقيق النبوءات. ولهذا فهم يشجعون التسلّح النووي، ولا يهمهم أن يكون عجز الميزانية الأمريكية هائلاً، على اعتبار أن ذلك يقرب مجيء يوم (الهرمجدون) وبالتالي عودة المسيح. والعالم في نظرهم يقترب من نهايته، والمعركة النهائية الفاصلة قادمة، وستدور رحاها في الشرق الأوسط، وبالتحديد في (مجدو) بفلسطين. ولهؤلاء المبشرين مؤسسات تخدم الحركة الصهيونية. وبعضها متخصص بجمع المال من أجل إزالة المسجد الأقصى وبناء الهيكل اليهودي في مكانه".
المعركة القادمة (مجدو)
أما كلمة مجدو أو حلبة الصراع القادمة بين قوى الخير والشر، فهي منطقة في فلسطين تبعد 55 ميلاً من تل أبيب و 15 ميلاً من شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
وأهمية هذه المعركة تنبع من كون غالبية أتباع التيار المسيحي الأصولي في أميركا يؤمنون بقرب حدوثها.
وكان الاعتقاد السائد منذ أقدم العصور، أن من يسيطر على هذه الأرض، سيتمكن من رد الغزاة. ويؤمن المسيحيون واليهود بأن جيشاً قوامه مئتا مليون مقاتل سيحتشدون في "مجدو" هذه لخوض حرب نهائية. أما عن علاقة هذا اليوم(هرمجدون) بقضية الأرض المقدسة وبناء الهيكل ومجيء المسيح، فإنّ النصارى الإنجيليين يعتقدون بأنه لن يكون هناك سلام حقيقي في الشرق الأوسط ولا في العالم إلى أن يأتي المنتظر الموعود، ويجلس المسيح على عرش داود في القدس ويحارب أعداء إسرائيل.
وفي الحقيقة أن هذا الاعتقاد أصله في التوراة التي عند اليهود، والنصارى تبعوهم فيه، وجاءت الإشارة إليه في التوراة في سفر حزقيال. فعن قدوم قوى الخير تقول التوراة: "بعد أيام كثيرة تفتقد في السنين الخيرة، تأتي إلى الأرض المسترة من السيف المجموعة من شعوب كثيرة على جبال إسرائيل التي كانت ضربة للذين أخرجوا من الشعوب آمنين كلهم، وتصعد وتأتي كزوبعة، وتكون كسحابة تغشى الأرض، أنت وكل جيوشك وشعوب كثيرون معك".
ويعتقد الإنجيليون أن في كتابهم نبوءة تفيد برجعة عيسى (ع) بعد حدوث الكوارث والحروب: "ويكون في ذلك اليوم مجيء جوج على أرض إسرائيل. يقول السيد الرب: إن غضبي يصعد، وغيرتي في نار سخطي تكلمت، إنه في ذلك اليوم يكون رعش عظيم في أرض إسرائيل، فترعش أمامي سمك البحر وطيور السماء ووحوش الحقل، والدبابات التي تدب على الأرض، وكل الناس الذين على وجه الأرض، وتندك الجبال، وتسقط المعاقل، وتسقط كل الأسوار إلى الأرض، وأستدعي السيف عليه في كل جبالي. يقول السيد الرب: سأجعل سيف كل واحد على أخيه، وأعاقبه بالوباء وبالدم، وأمطر عليه وعلى جيشه، وعلى الشعوب الكثيرة الذين معه مطراً جازفاً وحجارة برد عظيم وناراً وكبريتاً) (حزقيال / الإصحاح الثامن والثلاثون).
وتبلغ الهلوسة العقائدية ذروتها مع التصور التلمودي للمعركة الحتمية القادمة: "قبل أن يحكم اليهود نهائياً، لا بد من قيام حرب بين الأمم يهلك خلالها ثلثا العالم، ويبقى اليهود سبع سنوات يحرقون الأسلحة التي اكتسبوها بعد النصر، وحينئذ تنبت أسنان أعداء بني إسرائيل بمقدار اثنين وعشرين ذراعاً خارج أفواههم".
وقد تحدثت بروتوكولات حكماء صهيون عن: "إننا نقرأ في شريعة الأنبياء أننا مختارون من الله لحكم الأرض، وقد منحنا الله العبقرية كي نكون قادرين على القيام بهذا العمل، إن كان في معسكر أعدائنا عبقري فقد يحاربنا، ولكن القادم الجديد لن يكون كفوءاً إلا لأيد عريقة كأيدينا... إن القتال المتأخر بيننا سيكون ذا طبيعة مقهورة لم ير العالم مثيلاً لها من قبل، والوقت متأخر بالنسبة إلى عباقرتهم".
وربما قد يجد البعض أن هذه المقولات محكومة بالمبالغة، ولا نصيب لها من الواقع، وتصب أولاً وآخراً في دائرة الخيال، ولكن هذا التصور غير صحيح، فمسألة "مجدو" أو "هرمجدون"، ليست نتاج مخيلة حفنة من الهامشيين ذوي الأطوار الغريبة، بل هي المكونات المعتقدية الاساسية لتيار مسيحي يصعب حصره بدقة. ولكي نكون أكثر تحديداً، فإن هذا التيار يتشكل خارج الكنائس الأرثوذوكسية والكاثوليكية والبروتستانتية التقليدية. هم مسيحيون أصوليون محافظون يرون المستقبل بعين النبوءات الواردة في الكتاب المقدس على نحو محدد. إنها تدين بمعتقد (الألفية) أو (ما قبل الألفية) المستند الى أسفار حزقيال ودانيال والرؤيا القاتلة.إن العالم كما نعرفه، أشرف على النهاية، وإن ألفاً من السنين سيبدأ بعد هذه النهاية. وهو يتميز بالسلام ووفرة الخيرات والأخوّة بين الناس، وسيحل السلام بين الحيوانات أيضاً. العالم آت إلى نهاية، لا بفعل جنون جنرال أو سياسي يشعل الحرب النووية، بل لأن هذا هو (قصد الله). ونهاية العالم ليست مدعاة (للقلق) بنظر (الألفيين)، لأنها تمهد لمجيء المسيح الثاني، لكن كما سبق القول، فلا بد قبل المجيء، من وقوع بعض الأحداث، إنها علامات زمنية: تبشير العالم، وعودة اليهود، وإعادة بناء الدولة، وظهور المسيح الدجال، وموجة من الصراعات والتقلبات. كل هذا يتوج بمعركة "هرمجدون".
المصادر:
ظفر الدين خان، فضح التلمود.
جريدة الشرق الأوسط، الحلقة الأولى، 17. 10. 1986
يوسف العاصي الطويل ، الصليبيون الجدد، مكتبة مدبولي، ط1، 1997م.
موسوعة الأديان الميسرة، دار النفائس، ط1، 1422هـ/ 2001م.
بيان نهويض الحوت، فلسطين القضية، الشعب، الحضارة.
عبد العزيز مصطفى، قبل أن يهدم الأقصى.
يوسف الحسن، من أوراق واشنطن.
د.ريجينا الشريف، الصهيونية غير اليهودية.
عراق الجديد- عدد الرسائل : 36
تاريخ التسجيل : 27/08/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى