الاسلام يعود الى الواجهه باقلام غربية السيد جعفر فضل الله
صفحة 1 من اصل 1
الاسلام يعود الى الواجهه باقلام غربية السيد جعفر فضل الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مقالة لاحد الاخوة يتحدث فيه عن كيفية صمود الاقتصاد الاسلامي في الازمة المالية العالمية وكيفية انهيار الاقتصادين الراسمالي والاشتراكي
واخذت هذه المقالة من جريدة البينات التابعة للسيد محمد حسين فضل الله والمعروضة في الموقع الخاص بالسيد-البينات- في تاريخ 10 تشرين الاول لعام 2008 فاليكم المقالة:
جريدة بينّات / ارشيف آخر الكلام
العدد 287 / آخر الكلام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولقد تداعى إلى ذهني ذلك الجدل حول تحريم الربا في الإسلام، والذي كان بعض المفسّرين للقرآن يحاول أن يبرّر للواقع القائم أنّ ربا القرآن هو غير ربا المصارف الحديثة؛ ونحن اليوم نرى بأنّ من الخطأ استعجال السقوط أمام حركة الواقع، ليُمارس الإنسان إسقاطات على نصّ القرآن الذي لا يسمح بكثير من التأويل في كثير من الأحيان.
على كلّ حال، فلا يستعجلُ العاقل النتائج ويعتبر أنّ سقوطاً مدوّياً سيشهده هذا الكيان الضخم الذي صنعته الولايات المتّحدة الأمريكية في العالم؛ بل لا يكاد الإنسان ليصدّق وقوع هذه النتيجة؛ لشدّة حضور هذا النموذج في الذهن العالمي.. إلا أنّ يمثّل ذكرى للمؤمنين الذين يقرأون القرآن في صفحات المصحف، وقد لا يقرأونه في مفردات الواقع، حيث يقول تعالى وهو يبيّن سنّة من سنن التاريخ: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)(آل عمران:140)، ويقول تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج:73)؛ لتتوازن لدى الإنسان النظرة إلى الواقع من الناحية الشعوريّة؛ فلا يسقط تحت تأثير الدعايات، بل ينظر من خلال ثقته بالله وسننه في الحياة وفي حركة التغيير.
وكيف كان، فتمثّل هذه الانتكاسة العالميّة فرصةً لإعادة الثقة لدى العقل العربي والإسلامي بنفسه؛ ليعود إلى ما يملكه من عناصر القوّة، سواء على المستوى الفكري والثقافي والحضاري في عالم التشريع، أو في جانب الثروات التي تشكّل أرضيّة واقعيّة لبناء اقتصاد متين ومتماسك، ولينظر بواقعيّة أكثر للأرقام الضخمة التي تُظهرها شاشات البورصات العالمية من دون أن تعكس ـ بالضرورة ـ واقع الحال، أو خلفيّةً اقتصاديّة متينة.. كلّ ذلك من أجل بناء اقتصاد عربيّ وإسلاميّ، يؤسّس ـ أيضاً ـ لسياسة عربيّة وإسلاميّة أكثر ثقة بنفسها وطاقاتها، وبقدرتها على صناعة مستقبل أفضل، وتقديم نموذج قابل للتفاعل الحضاري لدى العالم كلّه.
إنّ ما يشهده المسرح الاقتصادي اليوم، وما لفت إليه من خلفيّات اقتصادية وراء كثير من الحركة السياسية المشبوهة والمخطّط لها بخفاء، ممّا أدخل العالم في الأمس القريب ـ ولا يزال ـ في منعطفات كارثيّة في حركة الصراع الدولي، يمثّل الفرصة المؤاتية للعمل على الاستقلال الاقتصادي العربي، ليس عن حركة الاقتصاد العالمي؛ لأنّنا لا نعيش في جزيرة معزولة عن العالم؛ بل عن حالة السقوط الحضاري التي يعانيها الإنسان العربي، الذي يملك من الطاقات والقدرات ما يجتذب أنظار العالم، ويحرّك سياساتهم، ولكنّه يُعاني من انعدام الثقة بتلك الطاقات والقدرات.. كما قال الشاعر:
كَالعِيسِ في البَيْداءِ يَقتلُها الظَّما والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ
الأزمة العالميّة الخطيرة التي يمرّ بها الاقتصاد الأمريكي تظهر أنّ صفات الكمال والنهائيّة التي كان تروِّج للنظام الرأسمالي والنموذج الغربي كنموذجٍ للاحتذاء ما هي إلا صنيعة عمل دؤوب من الدعاية والإعلان؛ هذه الدعاية والإعلان التي كانت تطال الجوانب المشرقة في التشريع الإسلامي، مُحاولةً تصويرها بسلبيّة وتشويه تنتمي إلى عصور التخلّف الحضاري، ولا تصلح أن تشكّل أرضيّة للتطبيق في القرن العشرين وما يليه.. وهكذا أيضاً روّجت الشيوعيّة لنفسها، وسقطت تجربتها في الاتّحاد السوفياتي السابق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مقالة لاحد الاخوة يتحدث فيه عن كيفية صمود الاقتصاد الاسلامي في الازمة المالية العالمية وكيفية انهيار الاقتصادين الراسمالي والاشتراكي
واخذت هذه المقالة من جريدة البينات التابعة للسيد محمد حسين فضل الله والمعروضة في الموقع الخاص بالسيد-البينات- في تاريخ 10 تشرين الاول لعام 2008 فاليكم المقالة:
جريدة بينّات / ارشيف آخر الكلام
العدد 287 / آخر الكلام
الأزمة العالميّة واستعادة الثقة بالنفس
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولقد تداعى إلى ذهني ذلك الجدل حول تحريم الربا في الإسلام، والذي كان بعض المفسّرين للقرآن يحاول أن يبرّر للواقع القائم أنّ ربا القرآن هو غير ربا المصارف الحديثة؛ ونحن اليوم نرى بأنّ من الخطأ استعجال السقوط أمام حركة الواقع، ليُمارس الإنسان إسقاطات على نصّ القرآن الذي لا يسمح بكثير من التأويل في كثير من الأحيان.
على كلّ حال، فلا يستعجلُ العاقل النتائج ويعتبر أنّ سقوطاً مدوّياً سيشهده هذا الكيان الضخم الذي صنعته الولايات المتّحدة الأمريكية في العالم؛ بل لا يكاد الإنسان ليصدّق وقوع هذه النتيجة؛ لشدّة حضور هذا النموذج في الذهن العالمي.. إلا أنّ يمثّل ذكرى للمؤمنين الذين يقرأون القرآن في صفحات المصحف، وقد لا يقرأونه في مفردات الواقع، حيث يقول تعالى وهو يبيّن سنّة من سنن التاريخ: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)(آل عمران:140)، ويقول تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج:73)؛ لتتوازن لدى الإنسان النظرة إلى الواقع من الناحية الشعوريّة؛ فلا يسقط تحت تأثير الدعايات، بل ينظر من خلال ثقته بالله وسننه في الحياة وفي حركة التغيير.
وكيف كان، فتمثّل هذه الانتكاسة العالميّة فرصةً لإعادة الثقة لدى العقل العربي والإسلامي بنفسه؛ ليعود إلى ما يملكه من عناصر القوّة، سواء على المستوى الفكري والثقافي والحضاري في عالم التشريع، أو في جانب الثروات التي تشكّل أرضيّة واقعيّة لبناء اقتصاد متين ومتماسك، ولينظر بواقعيّة أكثر للأرقام الضخمة التي تُظهرها شاشات البورصات العالمية من دون أن تعكس ـ بالضرورة ـ واقع الحال، أو خلفيّةً اقتصاديّة متينة.. كلّ ذلك من أجل بناء اقتصاد عربيّ وإسلاميّ، يؤسّس ـ أيضاً ـ لسياسة عربيّة وإسلاميّة أكثر ثقة بنفسها وطاقاتها، وبقدرتها على صناعة مستقبل أفضل، وتقديم نموذج قابل للتفاعل الحضاري لدى العالم كلّه.
إنّ ما يشهده المسرح الاقتصادي اليوم، وما لفت إليه من خلفيّات اقتصادية وراء كثير من الحركة السياسية المشبوهة والمخطّط لها بخفاء، ممّا أدخل العالم في الأمس القريب ـ ولا يزال ـ في منعطفات كارثيّة في حركة الصراع الدولي، يمثّل الفرصة المؤاتية للعمل على الاستقلال الاقتصادي العربي، ليس عن حركة الاقتصاد العالمي؛ لأنّنا لا نعيش في جزيرة معزولة عن العالم؛ بل عن حالة السقوط الحضاري التي يعانيها الإنسان العربي، الذي يملك من الطاقات والقدرات ما يجتذب أنظار العالم، ويحرّك سياساتهم، ولكنّه يُعاني من انعدام الثقة بتلك الطاقات والقدرات.. كما قال الشاعر:
كَالعِيسِ في البَيْداءِ يَقتلُها الظَّما والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ
الأزمة العالميّة الخطيرة التي يمرّ بها الاقتصاد الأمريكي تظهر أنّ صفات الكمال والنهائيّة التي كان تروِّج للنظام الرأسمالي والنموذج الغربي كنموذجٍ للاحتذاء ما هي إلا صنيعة عمل دؤوب من الدعاية والإعلان؛ هذه الدعاية والإعلان التي كانت تطال الجوانب المشرقة في التشريع الإسلامي، مُحاولةً تصويرها بسلبيّة وتشويه تنتمي إلى عصور التخلّف الحضاري، ولا تصلح أن تشكّل أرضيّة للتطبيق في القرن العشرين وما يليه.. وهكذا أيضاً روّجت الشيوعيّة لنفسها، وسقطت تجربتها في الاتّحاد السوفياتي السابق.
Admin- Admin
- عدد الرسائل : 56
تاريخ التسجيل : 12/08/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى